الكنيسة القبطية بدولة قطر

هوذا ملكك يأتي إليك ... وهو عادل ومنصور... وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9، 10)

كلمة شعانين عبرانية ومعناها يا رب خلص، ومنها الكلمة اليونانية "أوصنا" التي استخدمها البشيرون في الأناجيل. وهى الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم. ويسمى أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة، لأن الجموع التي لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح. 

ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء المسكونة، ومن طقس الصلاة في هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبي: 

"ابتهجي يا ابنة صهيون... اهتفي يا ابنة أورشليم... هوذا ملكك يأتي إليك ... وهو عادل ومنصور... وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9، 10) 

إنه يوم عيد سيدي، نحتفل فيه بألحان الفرح، قبل أن ندخل في ألحان البصخة الحزينة. وفيه استقبل اليهود المسيح ملكًا على أورشليم، ويخلصهم من حكم الرومان، ولكنه رفض هذا المُلك الأرضي. لأن مملكته روحية. 

المسيح رفض أن يملك على أورشليم، ولكنه يفرح أن يملك على قلبك. 

قلبك عند الله، هو أعظم من أورشليم، إنه هيكل للروح القدس ومسكن للّه. فكّر كثيرًا هل الله يملك عليك كلك: قلبك وفكرك وحواسك وجسدك ووقتك؟ 

قل له تعال يا رب واملك. هوذا أنا لك. 

إن كانت مملكتك يا رب ليست من هذا العالم. فتعالَ. عندي لك مملكة تناسبك، تسند فيها رأسك وتستريح. لعلك تجد راحتك في قلبي. وإن وجدت فيه عصاة أو متمردين عليك... تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك (مز 44). 

لا تنشغل بالسعف في هذا اليوم، بل انشغل باستقبال المسيح في قلبك ملكًا عليه، فأنت تحتاج أن يملك الربِ عليك، لكي يدبر أهل بيتك حسناً. 

صلاة (لقداسة البابا شنودة بمناسبة أحد الشعانين) 

  • أعطيني يا ربى يسوع المسيح القيثارة الحسنة التي لداود النبي (رؤ 14: 2 ) لأسبح تسبيح الأطفال ولأهتف معهم في هذا اليوم.. وأوصنا لابن داود.. مبارك الآتي باسم الرب.. أو صنا في الأعالي.

  • علمني يا رب الاتضاع والوداعة لأنك قلت بفمك المبارك: تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب.

  • فأتأمل صعودك إلى أورشليم هكذا متواضعًا وليس ذلك غريبًا الاتضاع هو في جميع أعمالك.

  • أعطيني يا رب أن أسمع صوتك المحبوب لنفسي: .. لا تخافي يا ابنة صهيون.. وقل لكهنتك أن يحلوني من ربط خطاياي كما قلت لتلاميذك الأطهار أن يحلوا الجحش والأتان.

  • ليتني أقوم اليوم في هذا العيد وافرش الطريق أمامك مع من فرشوا الثياب في الطريق وهم الذين غسلوها وبيضوها في دم الخروف (رؤ 7: 14) فأتعلم كيف أزين الطريق أمامك بأعمال المحبة وسائر الفضائل.

  • ليتني أكون باب الهيكل ذلك الباب الملكي الذي دخلت فيه وأنت آتيًا إلى أورشليم المدينة المقدسة (رؤ 21: 21).

  • ليتني أحسب اليوم بين تلك الحجارة الناطقة الكريمة في هيكلك المقدس (رؤ 21: 19 ). وبين الأساسات المقدسة (رؤ 21: 19).

  • قومي يا نفسي اصعدي مخلصك لأورشليم السمائية (رؤ 7: 9-12) وسط هذا الجمع الكثير الذي لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة الواقفين أمام العرش وأمام الخروف وهم متسربلون بالثياب البيض وفي أيديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف... وأسرعي واسجدي مع الملائكة والقوات السمائية وانطقي معهم قائلة:

 البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين. آمين.